لماذا لا نستطيع دغدغة انفسنا

لماذا لا نستطيع دغدغة أنفسنا ؟

هل جرّبت يومًا أن تدغدغ نفسك؟ الأغلب أنك لم تنجح. رغم أن أي لمسة خفيفة من شخص آخر قد تجعلك تضحك وتتلوّى من الدغدغة، إلا أنك حين تحاول فعل ذلك بنفسك، لا يحدث شيء تقريبًا. فما السر العلمي وراء هذه الظاهرة الغريبة؟

الدماغ يتوقّع تحركاتك

السبب الرئيسي وراء عدم قدرتك على دغدغة نفسك هو أن دماغك يتوقّع تحركاتك. فعندما ترسل إشارة لتحريك يدك نحو جسمك، يقوم جزء من الدماغ يُسمى المخيخ بتحليل هذه الحركة، ويتوقع النتيجة الحسية منها بدقة.
بما أن الشعور متوقع، لا يستجيب دماغك برد الفعل المعتاد تجاه الدغدغة.

الدماغ يتوقع تحركاتك

عنصر المفاجأة أساسي للدغدغة

الدغدغة تعتمد على عنصر المفاجأة. الدماغ يتعامل مع اللمسات المفاجئة على أنها “احتمال تهديد خفيف”، ولهذا يطلق ردة فعل مضحكة وغريبة. أما عندما تقوم أنت بذلك، فإن كل شيء تحت سيطرتك، فلا يوجد تهديد، ولا حاجة لاستجابة عصبية مميزة.

عنصر المفاجأة أساسي للدغدغة

من يتحكّم بردة الفعل هذه؟

الدراسات تُظهر أن القشرة الحسية الجسدية في الدماغ مسؤولة عن الشعور باللمس، بينما تتدخل القشرة الحركية والمخيخ عند التخطيط لحركة اليد. التفاعل بين هذه المناطق يُخبر الدماغ إذا كانت اللمسة “منك” أو “من شخص آخر”.

من يتحكم بردة فعل الدغدغة

هل هناك استثناءات؟

بعض الأشخاص المصابين باضطرابات عصبية مثل الفصام يمكن أن يشعروا بالدغدغة الذاتية أحيانًا، لأن أدمغتهم تواجه صعوبة في التمييز بين الحركات الذاتية والخارجية. هذه المعلومة ساعدت العلماء في فهم آليات الوعي والتمييز بين الذات والآخرين.

ماذا تعلّمنا من هذا؟

ظاهرة بسيطة مثل عدم القدرة على دغدغة نفسك فتحت أبوابًا ضخمة لفهم الدماغ والوعي البشري، وساعدت في تفسير بعض الاضطرابات النفسية والعصبية.
إنها تذكير بأن أبسط الأمور اليومية يمكن أن تكون مليئة بالعلم الرائع!

النظام العصبي للدغدغة


المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *