أمن المعلومات ليس موضوعًا نخبويًّا يخص المختصين فقط. في عالم متصل بإنترنت طوال الوقت، أصبحت بياناتك الشخصية على المحك سواء كنت مستخدماً عادياً أو محترفاً تقنياً، للأسف، تنتشر الكثير من المفاهيم الخاطئة التي تُعرّض أصحابها لمخاطر الاختراق دون أن يشعروا، في هذا المقال، سأكشف عن 5 من أبرز هذه المفاهيم الشائعة بين الناس، و أوضح الحقيقة وراءها.
1. “أنا ما عندي شيء يهمهم، فما في داعي أحمي نفسي”
الكثير يظن أن بياناته لا تهم أحدًا، لأنه لا يملك ملايين أو أسرار دولة. لكن الحقيقة أن القراصنة لا يبحثون فقط عن المال أو المشاهير؛ بل يستهدفون الجميع للحصول على كلمات مرور، حسابات بنكية، بطاقات ائتمان، أو حتى لاستخدام جهازك كـ “زومبي” في هجمات أكبر.
2. “جهازي آيفون، مستحيل حد يخترقه”
رغم أن أجهزة Apple مشهورة بمستوى أمان عالٍ، لكنها ليست منيعة تمامًا. تم اكتشاف العديد من الثغرات في نظام iOS على مر السنين، واستُهدفت أجهزة الآيفون ببرمجيات تجسس مثل Pegasus. الاعتماد الكامل على اسم العلامة التجارية قد يُعرضك للخطر.
3. “مضاد الفيروسات يكفي لحمايتي”
مضاد الفيروسات هو مجرد أداة واحدة من أدوات الحماية، وليس حصنًا منيعًا. لا يمكنه اكتشاف كل التهديدات، خاصة الحديثة منها مثل الهجمات عبر التصيّد أو الهندسة الاجتماعية. حماية نفسك تتطلب وعيًا وسلوكًا رقميًّا ذكيًّا إلى جانب الأدوات التقنية.
4. “كلمة سر قوية تعني أمان تام”
حتى أقوى كلمات المرور يمكن سرقتها أو كشفها في تسريب بيانات. والأسوأ من ذلك: إعادة استخدام نفس الكلمة في عدة مواقع. الحل؟ استخدام مدير كلمات مرور موثوق، وتفعيل المصادقة الثنائية (2FA) حيثما أمكن.
5. “أنا لا أضغط على روابط مشبوهة، إذًا أنا آمن”
روابط التصيّد و المشبوهة أصبحت اليوم شديدة الإقناع، وقد تصلك من أصدقاء تم اختراق حساباتهم، أو من مواقع تبدو شرعية 100%. يجب عليك دائماً التحقق من الروابط قبل الضغط عليها، وعدم إدخال معلوماتك إلا في مواقع موثوقة ومؤمّنة (HTTPS).
الخلاصة:
أمن المعلومات يبدأ من وعيك، فكل معتقد خاطئ قد يكون ثغرة مفتوحة في حياتك الرقمية، لا تنتظر أن تقع في الفخ كي تبدأ بالحماية، كُن دائمًا يقظًا، وطوّر سلوكك الرقمي بنفس قدر ما تهتم بتحديث تطبيقاتك، و حتى روتين حياتك.